شرع المجلس الثقافي البريطاني، بالشراكة مع خمس مؤسسات فلسطينية وبريطانية، بتنفيذ مشروع "تجاوب" الذي أعدته الوكالة البريطانية للتنمية الدولية (DFID) بهدف تفعيل العلاقة والتحاور بين المواطنين الفلسطينيين القاطنين في سبعة تجمعات سكانية مهمشة، في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، وبين الجهات الحكومية، وتكريس ثقافة التواصل والاتصال في ما بينهما لصالح تنمية المجتمع المدني.
والمؤسسات الخمس هي: مؤسسة الرؤيا الفلسطينية (Pal Vision)، والائتلافمن أجل النزاهة والمساءلة (أمان)، وأوكسفام بريطانيا، ومؤسسة بي بي سي ميديا أكشن، والمبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديموقراطية (مفتاح).
ولأجل إشراك المواطنين الفلسطينيين في التعبئة والحشد ورفع أصواتهم وجعلها مسموعة، اعتمد مشروع "تجاوب" على مبادرات وآليات تقليدية وأخرى حديثة مثل: تنشيط اللجان المحلية، وتفعيل استخدام الهاتف المحمول واستديو الإعلام، والاستفادة من بطاقات تعريف المواطينن.
وقد حقق مشروع "تجاوب" أكثر من 30 فائدة أحدثت تغييرات في السياسات المتخذة محلياً وفي جودة الخدمات المقدمة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، استجابت وزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية للطلبات المقدمة إليها من المجالس المحلية، عبر إصدار دليل للخدمات عزز الشفافية والتواصل الحي مع المواطنين في جميع التجمعات السكانية السبعة. وساعد المشروع الوزارة على رفع سوية المساعدات الغذائية المقدمة لسكان هذه التجمعات.
كما استفاد من مشروع "تجاوب" سلطة المياه في محافظة بيت لحم، حيث مكنها من الإجابة على استفسارات المواطنين وملاحظاتهم، ومعالجة شكاواهم من خلال تطبيق خدمة الهاتف المحمول، الأمر الذي عزز المساءلة الاجتماعية، ورفع من مستوى الشفافية، وعمم المعلومات المتعلقة بجدول توزيع المياه على السكان.
وقد حقق هذا المشروع نجاحات أخرى في مجال تحديث أماكن الألعاب في القرى، وتعزيز موارد الخدمات الصحية، وتوفير الخدمات التأهيلية للأشخاص ذوي الإعاقة، وتفعيل الإنارة لتعزيز السلامة على الطرق.
لقد أدى تدريب أعضاء اللجان المحلية على الأساليب الحديثة في مجال العلاقات العامة والإعلام، وعلى أساليب التفاوض والتقصي عن التمويل، إلى تعزيز الثقة لدى المواطنين، وبخاصة النساء، وشجعهم على طرح مشكلاتهم وقضاياهم على السطات المعنية. كما زودهم بالمهارات اللازمة التي تضمن مشاركتهم الدائمة في المساءلة الاجتماعية. وكما جاء على لسان أحد أعضاء اللجان المحلية فإن "بناء قدرات الأفراد أفضل لهم من مساعدتهم مالياً".
يذكر أن مشروع "تجاوب" تعامل مع أكثر من 300 ناشط اجتماعي من أعضاء اللجان المجتمعية المحلية والمنتديات، ومجالس أولياء الأمور، والتشكيلات الاجتماعية الأخرى التي تتواصل مباشرة مع المؤسسات الحكومية والخاصة وتتعامل معها. وبالإضافة إلى ذلك، تواصل المشروع مع 600,000 شخص عبر وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية.